تُعدُّ الصحراء واحدةً من أكثر الأماكن قسوة على وجه الأرض. حرارة حارقة، ونقص في الموارد الطبيعية، وأهمها الماء. كيف سخَّر العقل البشري هذا المشهد القاسي؟ وكيفَ تمكنت مجموعةُ من الناس ليس فقط من البقاء على قيد الحياة، بل أسست دبي هنا، وهي واحدة من أكثر العواصم الحضرية ديناميكية على وجه الكوكب؟ كيف يبدو العمل في واحدة من أسرع المدن نموًا في العالم؟ كيف يمكن المحافظة على التركيز الإبداعي في كل هذا التغيير؟  

تأخذنا الحلقة الثانية من سلسلة أفلامنا القصيرة "قطرة من ..." برفقة أليساندرو بريدا، المهندس المعماري الشهير وعضو المعهد الأمريكي للهندسة المعمارية، إلى الإمارات العربية المتحدة. في وسط الصحراء برمالها الصفراء وجوها الضبابي، تبرز في الأفق المتلألئ تلك الأبراج المذهلة في الشارقة بحداثتها وألوانها وتفردها كما في دبي. بينما يستمتع أليساندرو بمناظر الطبيعة الرائعة بإمارة الشارقة، تجول في ذهنه إمارة دبي بطبيعتها الفاخرة، ويتخيل كيف أن هذه البيئة الاستثنائية قد أصبحت أرضًا خصبة لتحقيق الأحلام، والعمل بإبداع في بيئة صحراوية قاحلة. 

بدءًا من القطع الفنية المصنوعة يدويًا وصولاً إلى ناطحات السحاب، يلتقي إليساندرو خلال رحلته بالفنانة والمُصمِّمة تمارا باراج، ورعد الجراح، رئيس التطوير العقاري بشركة إثراء دبي.

وقد دعت تمارا إليساندرو لاستكشاف أعمالها الإبداعية الفردية: حيث يبدأ كل شيء في وسط الصحراء في الشارقة. وتُوضح له كيف تستخدم الرمالَ في تشكيل قطع فنية رائعة ذات إطلالة فريدة. ما سر إبداعها؟ كيف تمكنت من الحفاظ على الطبيعة - في عالم نحاول فيه دائمًا أن نغير فيه وتكون لنا اليد العليا؟ 

وبرفقة رعد الجراح، يستكشف أليساندرو الجهود المبذولة الكامنة خلف تلك الهندسة المعمارية الطموحة في دبي - إنه مكان لا وجود فيه لكلمة مُستحيل. كيف يستخدم المعماريون هذه العقلية لتخطي القيود والحدود؟ وكيف يتم الجمع بين هذا النهج اللامحدود وبساطة التصميم؟ من خلال زيارة فيلا داخل إحدى ناطحات السحاب يلوح أمامنا في الأفق منظر خلاب.

يظهر الإبداع بطرق وأشكال عديدة. فبينما يحتاج البعض إلى حدود لتبرز مواهبه وينمو، يُطلق الآخر كل ما في جعبته حينما لا يكون هناك تحديد لأي شيء. والعِمارة لا شك ستجد طريقها وشكلها. شاهد بنفسك واكتشف الإمارات العربية المتحدة بطريقة لم تجربها من قبل.